رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

إذا اردت النجاح فاستلهمه من الفاشلين!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ليس ثمة خطأ في العنوان ولا هو مزحة أو من قبيل (الفلسفة) والهرطقة بل حقيقة علمية وواقعية اليكم القصة: أحد أصحاب الشركات الكبرى فشل في إدارة وتسيير شركاته ومصانعه وخسر اموالاً طائلة لا بل وصل حد المديونية تقدر بالملايين. تزامن ذلك مع قدوم أحد اقاربه بعد ان حصل على مؤهلات علمية عالية تخصص تجارة واعمال في جامعات عالمية فعرض عليه إدارة الشركات كمدير إقليمي فوافق وفي اول يوم من تسلمه الإدارة طلب من سكرتيره بحث وتقصي دقيق عن عينات من المدراء الذين فشلوا في تسيير دفة أعمالهم في مختلف القطاعات التجارية والتسويقية ، ذُهل السكرتير من طلب المدير واعتقد انه اخطأ سهواً فحاول ان يصحح له قائلاً: تقصد سعادتكم المدراء الناجحين فرد عليه المدير باقتضاب : (الفاشلين) فقط ومن جملتهم المدراء في شركاتنا واستطرد لك مهلة شهر لهذا الشأن أهم شيء تزويدي بالأخطاء و المعوقات التي افضت لفشلهم وبعد إنقضاء المدة إذ بالسكرتير يزود المدير فقائمة طويلة من المدراء بمختلف تخصصاتهم واعمالهم التجارية والإدارية مشفوعة بتقارير توضح أسباب فشلهم وتعثرهم وبعد دراسة مستفيضة أُستأنف العمل ولم تمض ثلاثة اشهر إلا وهذه الشركات والمصانع تنهض من جديد وبمقتضاه سُددت كافة المديونيات وبعد اقل من سنة حققت أرباحاً طائلة إثر ذلك دفع الفضول السكرتير فذهب للمدير متسائلاً وبشيء من الاستغراب كيف تحقق ذلك الإنجاز رغم ان التقارير تحوي إخفاقات وفشل؟ فأجاب المدير مبتسماً: مقومات النجاح وطرائقه (التنظيرية) معروفة وتقليدية وهي ليست دائماً تفضي للنجاح الحقيقي المستدام اما اقتفاء أسباب الفشل فهي تقي من الوقوع بها وتختزل الوقت والجهد فالذي امضاه هؤلاء (الفاشلون) من عثرات تتلافاها وتقفز عليها . إلى ذلك تكون قد اختصرت المسافة مغزى القول : النجاح الحقيقي هو تلافي وتجنب ما وقع فيه الآخرين من أخطاء وإخفاقات.

arrow up